حضر أحد العاملين في مراقبة الطرق وزميله وحملاه معهما في السيارة واتصلا بالمستشفى لاستقبال هذا الشاب الذي لا زال في مقتبل عمره، كان يبدو على مظهره أنه شاب متدين ، كان الشاب يهمهم ويتمتم أثناء نقله بالمستشفى ، إلا أن من حملاه لم يستطيعا تمييز ما كان يقول ، لكن بعدها ميزا أنه كان يتلو آيات من القرآن رغم إصاباته وتكسر عظامه ووضعه الذي كان يشرف على الموت بسببه
استمر الشاب بقراءة القرآن ، فأحس من حمله برعشة تجري بين أضلعه وبجسده ، بقي الرجل يستمع إلى هذا الشاب إلى أن اختفى صوته ، نظر إليه وإذ به يراه رافعاً سبابته متشهداً ومفارقاً الحياة فقد انقطعت أنفاسه وتوقف قلبه عن الخفقان
نظر الرجل إلى الشاب المتوفي طويلاً مجهشاً بالبكاء ، كان المنظر مؤثراً جداً ، وبعد أن وصلا إلى المستشفى وأخبرا كل من كان عن قصة الرجل ، فتأثر الجميع ومن الحادثة وذرفت دموعهم ، وبعد أن سمعوا قصته أصروا على عدم الذهاب إلى أن يعرفوا موعد جنازته ومكانها ليصلوا عليه
اتصل أحد موظفي المستشفى بمنزل المتوفى وأخبر أخاه بالخبر ، بين لهم أخوه بعد أن تلقى الصدمة عن أعماله التي قام بها في حياته من خير وإحسان ، فقد كان دائماً يتفقد المساكين والأرامل والأيتام ، ويزور جدته الوحيدة في القرية، كل القرية كانت تعرفه ، فقد كان يحضر لهم الطعام والشراب والملبس والكتب والأشرطة الدينية ، حتى حلوى الأطفال لم يكن ينساها ليدخل الفرحة إلى قلوبهم ، وكان يستفيد من طول طريق الذهاب إلى القرية بالاستماع للقرآن وحفظه
كانت وفاة هذا الشاب واليوم الذي استقبل به أول أيام الآخرة ، عبرة وعظة لكثير غيره جعلوا من يوم وفاته يوماً يستقبلون به أول أيامالدنيا
قصة رائعة ومؤثرة جدا
نحن مقصرون الله يرحمنا برحمته ويغفر لنا
ويستر علينا ويحسن خاتمتنا يارب
ولجميع من قال آمين
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وجزاك الله خير