((وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ))
حري بالمؤمنة وهي في أول هذا الموسم العظيم أن
تتمسك بهذه الوصية فتستعين بهاتين الطاعتين على
كل غاية حميدة دنيوية أوأخروية :
فالصبر – ومنه الصيام – حمل للنفس على الطاعة
وردع عن المعصية , وتفاؤل بحسن العاقبة .
والصلاة صلة ومناجاة وذكر وشكر , وقد كان
صلى الله عليه وسلم إذا نزل به أمر فزع إلى الصلاة.
(( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء))البقرة 171
من غلبت عليه آفات الشهوات ودعوات الهوى ,
فهذا حظه من سماع [ الخير والقرآن والمواعظ]
كحظ الدواب لا يسمع إلا دعاء ونداء [ ابن القيم ]
((وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ))البقرة 286
العفو .. المغفرة .. الرحمة .. النصر ..
بهذه الأربعة تتم النعمة المطلقة ولا يصفو
عيش في الدنيا والآخرة إلا بها [ ابن تيمية ]
((يوصيكم الله في أولادكم .. ))
استنبط منها بعض الأذكياء أنه تعالى أرحم بخلقه
من الوالد بولده , حيث أوصى الوالدين بأولادهم ,
فعلم أنه أرحم بهم منهم ..
ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من
السبي وجدت ولدها بعد أن فقدته فألصقته بصدرها
وأرضعته , فقال صلى الله عليه وسلم : (والله ,
لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) [ تفسير ابن كثير]
قال تعالى في سياق ذكر من أمرنا أن نحسن إليهم
( والصاحب بالجنب ) النساء 36
قيل : هو الرفيق الصالح , وقيل : الرفيق في السفر ,
وقيل : الزوجة [ أو الزوج ].
وظاهر الآية يشمل جميع هؤلاء ؛ لأن كل من صحبك
فهو بجنبك وقريب منك [ الطبري ].
وقال صلى الله عليه وسلم ( خير الأصحاب عند الله
خيرهم لصاحبه ) صحيح الترمذي .
فما رصيد الخير الذي قدمتموه لأصدقائكم في رمضان ؟!
لرحمته السابقة ومنته السابغة = يعرض على العاصين
التوبة ويرغبهم فيها ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )
فذكر جرمهم الشنيع ثم قال ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه
والله غفور رحيم )
قال ابن عطية : رفق بهم بتحضيضه إياهم على التوبة والاستغفار
ثم وصف نفسه بالغفران والرحمة استجلابا للتائبين وتأنيسا لهم
ليكونوا على ثقة من الانتفاع بتوبتهم.
زادها