في بعض الأحيان، يكون كل شيء على ما يرام, لكنك تشعرين فجأة أنك أصبت بنوبة كآبة.
هذ أمر طبيعي لأن المزاج يتقلّب بين الحين والآخر. إلاّ أنك تستطيعين تعلّم بعض السبل التي تحسّن المزاج وتجعله أكثر استقراراً.
نتعرض جميعاً لتقلّبات المزاج ونوبات الكآبة بين الحين والآخر. إنه أمر طبيعي. فما من أحد قادر على التحلّي بمزاج ثابت على الدوام، خصوص وأن المزاج أشبه بحال الطقس العقلية، أي أنه خلفية واضحة لحالتنا النفسية: إيجابية أحياناَ وسلبية أحياناً أخرى.
والمزاج هو ردة فعل طبيعية للتعديلات الحاصلة في بيئتنا وحياتنا، سواء كانت هذه التعديلات جيدة أم سيئة. ونحن نملك جميعاً آليات تتيح لنا تنظيم مزاجنا بطريقة طبيعية ولاإرادية في أغلب الأحيان. وهذا ما يتيح تمييز الكآبة أو هبوط المعنويات عن الاكتئاب الذي يعدّ مرضاً حقيقياً ويستلزم معاينة طبية.
لكن هل نتساوى جميعاً أمام تقلبات المزاج؟
وتشير الدراسات إلى أن التربية والمناخ العاطفي ومرحلة الطفولة هي من العوامل المؤثرة في مزاج الإنسان حين يكبر. لكن حتى لو كنت تميلين بطبيعتك إلى الحزن والكآبة والسلبية، يمكنك اتخاذ بعض الخطوات التي تساعدك في مواجهة هذه المشكلة والتغلّب عليها.
فالتفاؤل هو في النهاية مسألة إرادة لا أكثر.
لا تلومي الأحداث الخارجية أو ماضيك على مشاكلك المعنوية. فطباعك هي أيضاً مسؤولة عن ذلك. ولا يجدر بك تجاهله ولا لومه.
تعاملي مع مزاجك بجدية. فإذا كنت تشعرين بالكآبة أو كان مزاجك سيئاً، توقفي قليلاً للتفكير والتصرف. إذا تجاهلت هذه الحالة النفسية، يحتمل أن تؤثر في نشاطاتك وتصرفاتك. قولي لنفسك: “حسناً، مزاجي سيء. ما هي المشكلة؟ أين الخلل؟”.
لا تتعاملي مع مزاجك بجدية مفرطة. صحيح أن هناك مشكلة معينة، لكن هل تستحق كل هذا التذمر والكآبة والحزن؟
يقترح المعالجون الإدراكيون غالبا منح علامة تراوح من 1 إلى 10 لكل مشكلة، بحيث نتمكن بهذه الطريقة من معرفة الأسوأ ونجد أن معظم المشاكل التي نواجهها تافهة ولا تستحق تعكير مزاجنا.
إسألي نفسك إذا كنت ترغبين فعلاً في استمرار الوضع على هذا الحال. فقد نرغب أحياناً في عيش حالة كآبة وعدم بذل أي جهد للخروج من هذا الوضع. لماذا؟ لعدم تحميل الآخرين مسؤولية أو إشراكهم في المشكلة
لا تحاولي تهدئة مزاجك بالتهام الكثير من الحلويات والشوكولا أو شراء الكثير من الملابس غير اللازمة. فهذه الطريقة قد تهدئ أعصابك موقتاً، لكنك ستجدين لاحقاً أن معنوياتك أصبحت أسوأ بعدما تدركين ما الذي فعلته.
بعد كل ذلك، لملمي مشاعرك وحاولي رفع معنوياتك. يمكنك القيام مثلاً بتمارين جسدية، أو إنشاء علاقات اجتماعية، أو القيام بنشاطات مسلّية. لكن إذا لم تسألي نفسك: “هل توقف مزاجي السلبي أم بعد؟”، قد لا تثمر جهودك أبداً.
سوف تجدين أن السيطرة على المزاج هي أمر تتعلمينه بطريقة تدريجية، تماماً مثل بقية الأمور في الحياة. في البداية، لا حاجة إلى الإصرار على تحسين مزاجك عند مواجهة أية مشكلة. باشري أولاً في السيطرة على المشاكل الصغيرة وراقبي تماماً ردات فعلك وتصرفاتك.
إعداد : جولي صليبا
المصدر : مجلة لها