قلب الطفل لا يقبل الفراغ , وعقله لا يستوعب أن يكون خاليا من فكر أو نشاط أو حركة , لذلك تراه يخترع لنفسه ما يشغله , فيلعب بأثمن الأشياء كما يلعب بأتفهها ,
ليس للثمين عنده قيمة , وليس للتافه عنده ازدراء , فتراه يلعب بالثمين ويزدريه ، ويلعب بالتافه فيقتنيه , فهو يرى كل شيء في هذه الحياة قابلا للعب.
وعلى العكس تماما فإن أغلب الأمهات يرين في لعب أولادهن داء عضالا , وشغبا دائما , وإزعاجا لأهل البيت وإقلاقا لراحتهم.
لكن الطفل يرى الحياة لعبا , ولم لا وهو لا تكليف يحبسه ولا جناح يمنعه وهو الذي لا إثم منه.
لكنني أعجب من أم تنهال توبيخا لطفلها لأنه أفسد بلعبه بعض المقتنيات , وربما أوجعته ضربا لأنه كسر صحنا أو أوقع ملعقة.
بينما يقول الإسلام للوالدين :" إن الضرب لا يستعمل إلا بعد سن التمييز ولأمور عظيمة ومهمة كترك الصلاة , وهو أعلى العقوبات وأشدها
فمرحلة الطفولة مرحلة توجيهية وصدق علي رضي الله عنه حيث قال:« لاعب ولدك سبعا وأدبه سبعا واصحبه سبعا».
التربية باللعب
تعتبر نظرية التربية باللعب من أحدث النظريات التربوية إذ يمكن من خلالها توجيه الطفل بشكل غير مباشر إلى أمور عديدة , بالإضافة إلى تعبئة فراغه وتفريغ طاقته.
وقد كان صلى الله عليه وسلم يداعب الأطفال ويشاركهم , ويسمح لهم باللعب , بل إنه كان يمازحهم في طريقة لعبهم