تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لا تقل بعد اليوم " أنا فاشل "

لا تقل بعد اليوم " أنا فاشل " 2024.


لا تقل بعد اليوم
" أنا فاشل "

" الفشل " .. لفظة لا وجود لها في قاموس حياتي ، لأني لا أعترف بها ، واستبدلتها بجملة " أنا لم أوفق "
لا تستعجلوا وتحكموا علي من يقول هذا بأنه محظوظ ، وأن حياته مليئة بالمسرّات ، وأنه حاز كل ما يتمناه !

لا تقيّموا شخصاً ما أنه إنسان ٌ " فاشل " أو " ناجح " .. لأنها مقاييس لا وجود لها عند من يحقق الإيمان بأحد أركانه وهو الإيمان بالقدر خيره وشره .

الفشل " مظهر خارجي للعمل ، يدركه الجميع بما يظهر لهم من نتاج السعي ،
فإن كانت النتيجة هي ما تعارف عليها الجميع أنها رديئة فهو في عرفهم " فشل"
وما تعارفوا أنه جيد وحسن ، فهو إذاً " نجاح " .

ولكن .. أين ما وراء الظواهر ؟
أين علم الغيب مما يحدث من واقع السعي ؟

فقد يكون من نحكم عليه بأنه " ناجح " ، هو في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن النجاح .ومن نرثي اليوم لفشله ، قد يكون في قمة النجاح وهو أو نحن لا ندرك هذا . ولأضرب لكم مثلاً من عصرنا الحاضر ،يتقدم طالبان لامتحان القبول لمعهد العلوم المصرفية !ينجح الأول في امتحان القبول وبتفوق ، ويعود لأهله يُبشرهم بهذا " النجاح " ، بينما لم يحقق الثاني درجة القبول ، فيرجع لأهله ليلقى اللوم والتقريع على تقصيره في الاستعداد للإمتحان بمزيد من الدراسة والمذاكرة ، رغم أنه بذل أقصى ما بوسعه! ..

ولأنه في نظر من حوله ، ونظره هو أيضاً " فاشل " فقد إصيب بالإحباط وانزوى في بيته يتجرع كؤوس الندم .

الأول يصبح رئيس بنك ربوي عظيم ذو شأن .. بمرتب كبير ، مكنه من اختيار زوجة جميلة من أسرة عصرية، وعاش حياة مرفهة ..

وأما الثاني فما وجد أمامه سوى أن يتعلم مهنة بسيطة عند أحد الصناع فاكتسب منه خبرة ومهارة أهلته ليفتح ورشة منفصلة بعد سنوات حقق منها دخلاً مناسباً ليبني أسرة ناجحة وعاش حياته برضى قناعة ومع مرور السنوات أصبح مالكاً لأكبر الشركات التجارية والمقاولات الإنشائية

في رأيكم .. من هو " الفاشل " و من هو " الناجح "

هل هو الأول ، الذي جنى أموالاً ربوية كنزها و سيحاسب عن مدخله ومخرجها ؟
أم هو الثاني ، الذي رُزق رزقاً حلالاً طيباً من كدّه وعرقه ، وصرفها في إسعاد أهل بيته ؟!

لو كنت مكان الأول ، لتمنيت لو أني لم أنجح في امتحان القبول ..
و لو كنت مكان الثاني " الفاشل " لحمدت ربي على عدم! توفيقي في الإمتحان ، .. " فشلي " .

إن ما يحدث لنا ، إنما هو ابتلاءات من الله ، أو استدراج لمن اختار طريق الغواية ودروب الشيطان .

قد يحدث أن تسير على طريق شائك حافي القدمين ، وبدون انتباه تدخل شوكة في باطن قدمك ، قل الحمد لله ..
فما أصابك من ألم ٍ فيه خير لك ، فقد كفـّر الله بها خطاياك ، وأثابك على ألم الشوكة..

أفلا تقول الحمد لله ؟

فربما خسرت صفقة تجلب لك ! مالاً ، ولكن ربما كسبت مقابلها فرضاً للصلاة صليته في مسجدك وخشعت له جوارحك وبكت له عيناك ، فكسبت مغفرة ورحمة من الله تضفي عليك سعادة لم يذقها أحد ٌ من قبلك من ذوي الص! فقات اللاهثين خلف جمع المال ! ..

أفلا تقول الحمد لله ؟
لا تقل " فشلت " .. بل قل .. " لم يوفقني الله في هذا الأمر ولعل توفيقي في امر آخر" ..
والحمد لله على كل حال…

لا تقل " أنا فاشل " .. بل قل .. " أنا متوكل " .. وخذ بالأسباب ..
وقل الحمد لله على ما قدّر لي مسبّب الأسباب..

لا تقل " أنا لاأملك شيئاً " .. بل قل .. " الله ربي ادخر لي من الخير ما لا أعلمه " ..
والحمد لله يرزق من يشاء بغير حساب لا تقل " أنا لاشيئ " بل .. أنت شيئ .. كما أنا شيئ .. والآخر شيئ..

فاطلب ربك أن يدخلك في رحمته التي وسعت كل شيئ ..
وأنت شيئ ..
أنت في نظري كل شيئ..

يا عاقد الحاجبين ..
ابتسم من فضلك ، ولا تحزن ..
وعاود الكرة …

واستخر ربك في كل خطوة تخطوها ..
وارض بما قسمه الله لك من نتيجة أمرك .

ولا تقل بعد اليوم " أنا فاشل " .. بل قل :
" أنا ناجح " بإيماني ..

" أنا ناجح " بطموحي لإرضاء ربي
أنا ناجح لأني مسلم وهذا يكفيني…

النجاح الحقيقي هو اي فعل يساعدك على كسب آخرتك,مشكورة اختي على الموضوع لرائع

من لم يفشل لن يستطيع النجاح مطلقا

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.