لا تقلق
مازلت أكتب كثيرا
فما حيلة الفقير إلا أن يحلم برغيف حار يطرق باب معدته
وما يملك المشرد غير خيال خصب يجعل من صندوق مهمل ملجأ لجسده
مللتُ كثيرا من جر انكساراتي خلفي ورميها كأمتعة مهملة فوق السطور
مللتُ من تعليق تعبي على أطراف الكلمات كغسيل مبتل ينتظر ريح نسيان ليجف
مللت من استجدا الأمل حرفا تلو حرف كمتسول لا يخجل من مد يده طمعا في إحسان
مللتُ من اللغة التي لا تمل مني
وتفرح كثيرا باحتياجي لها وبضعفي
مللتُ لأنني مهما تطاولت على الكلمات لأُبصر فرحا يسكن خلفها أتعثر لأسقط نقاطا عندها
مللتُ لأنني مهما لويت عنق الحروف لأخطو فوقها بحثا عن طريق يأخذني للسماء انكسر بفواصل لا تنتهي معها
لا تقلق يانون
مازلت أكتب كثيرا
أُطعم إحساسي الجائع بضعة قضمات من أمل لعله يشبع بحثا عن رضا بين سطور نص
وأُزخرف وجه المتصفحات الكئيب بزينة من صور لعلها تُشرق فرحا في وجه عابر حرف
مازلتُ كما أنا أقفز من كلمة إلى أُخرى لعلي أًصل إلى نهاية لبداية ماعرفتها
ولعلي أكتب عن حكاية جديدة غير تلك التي مللتُ منها
مازلتُ كما أنا أكذب على حرفي فأبدأ نصوصي بكلمات لا تُشبه إحساسي
أُحاول الهرب من ضعف مازال عالقا بأطراف وجودي متأرجحا مابين نبضي و أنفاسي
لا تقلق يا صديقي
مازلت أكتب كثيرا
حتى في الأعياد أحتاج أن أعود إلى هنا لأن عيدي مختلف معي
لا شيء يعرفني يأتي عادي جدا كما أُحبه أن يكون عندي
لابد أن يحمل لعنة الاختلاف حتى الموت وأبعد
حتى في الأعياد يأتي بي الحنين إلى هنا لأكون وحدي أتعارك مع كلماتي وأسخط على سيل حروفي
وأتذكرك
أتذكر كم أنا فاشلة في الاحتفال بعيد قادم بدونك
وكم تخذلني الأعياد في المضي فرحا من غيرك
..
لا تقلق
مازلت أكتب كثيرا
وماالذي يملكه المغترب غير نشيد وطني يردده بينه وبين قلبه كلما كسره الحنين
وما حيلة الأعمى إلا انتظار نوم يأتي بحلم يُبصر فيه شكل سماء رسمها خياله ذات شوق
مللتُ يا نون مني
روحي متعبة جدا لا تعرف ما معنى النهاية
ولا تفهم ابدا كيف تضع لكل شيء بداية
يؤلمني وجودها معي
يُحاصرني إحساسها بالدنيا وبي
وأكره لحظات يقظتها عندما تفاجئني بوجودها وأنا غافلة عني
اليوم مثلا قررت أن العيد إعلان فرح فلن أبكي أبدا مهما طرق الحنين بابي
وكنت سعيدة جدا بقراري
ولكنها جاءت لتقف مابيني وبيني
رأيتُك في ملامح من معي يا نون
شعرت للحظة بأن من يحكي لي عن آخر مغامراته أنت
وبأن من تتلون وجنتاه فرحا هو أنت
كنت أُحدق باهتمام اتسعت عيناي فرحا لأنها كانت تراك أنت
رفعت رأسي وعدلتُ ميلان جلستي ودققتُ النظر إلى مقعد جلوسك أنت
حملت وجهي على يدي وماتحركتُ أبدا حتى لا يموت حلم بدأ بك
حتى لا يختفي خيال جاء معك
حتى لا أعود لمجلس واسع يحكي فيه شخص آخر ليس أنت
ولكن الأمنيات تموت يانون
عدتُ من دونك استيقظتُ على سؤال فضح إحساسي "ليش تبكي؟؟ "
ليتك كنت مكاني
ليت روحك للحظة واحدة حلت لتسكن جسدي
لتُدرك كم هو صعب سفر الإحساس
وكم هو مؤلم افتعال الأعذار
ليش أبكي ؟؟؟
اخترت أقرب المبررات إلى حزني وعلقت عليه خطأي
جدتي, فدائما كل بكاء اربطه بوفاتها ربما لأنني كنت أربط كل فرح بحياتها
جدتي, أنقذتني من عثراتي في غيابها كما كانت تفعل في حضورها
جدتي, وغيابها عن عيد كنت أُحب بعضه معها\ يكسرني
جدتي ورحيلها عن فرح كان يكبر بوجودها \ يُبعثرني
جدتي واتخاذ موتها مبرر لدمعي\ يُخجلني أمام نفسي
…
ماالذي اكتبه الآن يا صديقي ها أنا أُضيف لسجل خيبات طويل نقطة جديدة
أنا فاشلة في اختلاق الأعذار
حتى وان صدقتني الدنيا كلها سأظل غاضبة من نفسي
ساخطة على ضعفي
و
لا تقلق
مازلت أكتب
أُعاقب إحساسي الصادق جدا بتعريته حرفا تلو الآخر على سطور لا وجود لها هنا
أمنح القارئ فسحة لا تتكرر بين حدائق كلمات تكبر تميزا كلما ارتفع وجع الإحساس بها
وأُبارك للدنيا عيدا ستُشرق شمسه يعد لحظات لتكتب حكاية فرح تقرؤها الدنيا إلا أنا
ربما لأن بصيرة المنطق عندي ضعيفة جدا
وأحتاج نظارة سميكة جدا جدا تُكبر الأحداث عشرة أضعاف لأفرح بربع الضعف فيها
فقط ربما
.
كل عيد وأنت طيب
merci pour :
MERO850
اشجان الحسن