عادة قضم الأقلام عند الأطفال
لعل الكثير من الآباء والمعلمين والمربين قد لاحظوا في أطفالهم أو أطفال غيرهم عادة قضم الأقلام أو مصها، وهي عادة منتشرة بكثرة وتكاد تكون عادية جدا.
وأما عن أضرار هذه العادة فقد أثبت المعهد القومي للبحوث في ( تشيكوسلوفاكيا) سابقا بعد تحليل الأقلام الموجودة في الأسواق ومن العينات المختلفة أن هذه الأقلام تحتوي على سموم خطيرة ومعادن ثقيلة ك (الرصاص) و (الكروم) بالإضافة إلى عنصر( الباريوم).
ولذا حذرت الدراسة من قضم الأقلام أو مصها منعا لوصول هذه العناصر بالإضافة إلى مادة ( لكرافيت) إلى الفم وبالتالي إلى السائل اللعابي ومنه إلى الدم وحينها تبدأ المشاكل الصحية. ولذلك تنصح الدراسة كل أب وأم بعمل توعية كافية للأطفال بعدم قضم الأقلام، وغسل اليدين جيدا بعد استعمال الأدوات الكتابية ضمانا للسلامة والأمان.
أما عن الدوافع النفسية وراء هذه العادة فيشير الدكتور فؤاد كامل أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر أن وضع الأقلام في الفم من بقايا المرحلة المبكرة للنمو، فيضع الطفل أي شيء في فمه بدلا من الرضاعة، مما يعد دليلا على فقدان الحنان، أو أنه ناتج عن الدلال الزائد من طرف الأم أو غيرها.
وإن من أهم الأضرار تتجلى في هروب الطفل من القلق بعمل شيء غير صحيح.
أما إذا كان شابا فيجب عليه أن يبحث عن سبب الخوف داخله إذ يمكن أن يكون كراهيته للدراسة أو علاقته غير الطيبة بالمدرس أو المدرسة.
وقد نصحت دراسات عديدة الأبوين بضرورة ملاحظة هذه العادة، والبحث عما إذا كانت نتيجة حرمان عاطفي من الحنان أو شعور بأنه لم يعد ينال من الاهتمام مثلما كان يتمتع به في بداية حياته، حينئذ على الأبوين أن يحيطاه بحنانهما ويتحدثان معه، وأثناء تقريبه أكثر يوضحان له أضرار هذه العادة.عموما ما هو مطلوب من الأسرة هو رعاية الطفل وعدم حرمانه من الحنان الكافي، وأن تنمي فيه روح الاستقلالية، وأن تنظم له ما يشغل فراغه بما يتناسب مع مرحلته العمرية ومستوى تفكيره.