ابنـي العزيــز
عندما يحل اليوم الذي ستراني فيه عجوزاً
أرجو أن تتحلى بالصبر وتحاول فهمي
إذا إتسخت ثيابي أثناء تناولي الطعام
إذا لم أستطع أن أرتدي ملابسي بمفردي
تذكر الساعات التي قضيتُها لأعلمك تلك الأشياء
إذا تحدثت إليك.. وكررت نفس الكلمات ونفس الحديث آلاف المرات
لا تضجر مني.. ولا تقاطعني
وأنصت إليّ
عندما كنتَ صغيراً يا بني, قرأتُ لك نفس القصة والحدوتة
إلى أن تنــــام
*******
عندما لا أريد أن أستحم
لا تعايرني ولا تتسلط عليّ
تذكر عندما كنتُ أطاردك وأعطيك الآف الأعذار.. لأدعوك للإستحمام
عندما تراني لا أستطيع أن أجاري وأتعلم التكنولوجيا الحديثة
فقط..
أعطني الوقت الكافي
ولا تنظر إليّ بابتسامة ماكرة وساخرة
تذكر أنني الذي علمتك كيف تفعل أشياء كثيرة
كيف تأكل.. كيف ترتدي ملابسك
كيف تستحم.. كيف تواجه الحياة
*******
عندما أفقد ذاكرتي أو أتخبّط في حديثي
أعطني الوقت الكافي لأتذكر
وإذا لم أستطع
لا تفقد أعصابك
حتي ولو كان حديثي غير مهم
فيجب أن تنصت إليّ
إذا لم أرغب بالطعام
لا ترغمني عليه
عندما أجوع سوف آكله
*******
عندما لا أستطيع السير بسبب قدمي المريضة
أعطني يدك
بنفس الحب و الطريقة التي فعلتَها معك
لتخطوا خطوتك الأولى
عندما يحين اليوم الذي أقول لك فيه
إنني مشتاق للقاء الله
فلا تحزن ولا تبكي
حاول أن تتفهم
أن عمري الآن قد قارب على الإنتهاء
*******
في يوم من الأيام
سوف تكتشف أنه بالرغم من أخطائي
فإنني كنت دائماً أريد أفضل الأشياء لك
وقد حاولت أن أمهّد لك جميع الطرق
ساعدني على السير
ساعدني على تجاوز طريقي بالحب والصبر
مثلما فعلتُ معك دائماً
ساعدني يابنيّ على الوصول إلى النهاية بسلام
أتمنى ألاّ تشعر بالحزن
ولا حتى بالعجز حين تدنوا ساعتي
فيجب أن تكون بجانبي وبقربي
وتحاول أن تحتويني
مثلما فعلتُ معك عندما بدأتَ الحياة
أحبك يا بنيّ العزيز
والــدك
******
قال تعالى
(وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، إمّا يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً)
صدق الله العظيم