تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الزوجتان

الزوجتان 2024.

قرأت هذه القصة من مؤلفات مصطفى لطفي المنفلوطي أنشا لله تعجبكن
أويت الى مضجعي في ليلة من ليالي الشتاء الباردة فما أستقبلت أول طليعة من طلائع النوم حتى قرع الباب واذا بأمرأة سيئة الحال رثة الثياب تلح في طلبي وأن لها عندي شأنا فقلت لا شأن لي بأمرأة ربما كانت ذات حاجة وكانت حاجتها لي اكثر من حاجتي للنوم فخرجت اليها فأذا بفتاة في ملاءة باليةوخمار خلق ينم بجمالها واذ هي ترعد وتضطرب وتتقول أما من أحد يعينني على الدهر الغادر ويطفئ هذه الجذوة التي تتأجج بين أضالعي بقطرة من الرحمه فقلت: من أنت يرحمك الله؟ قالت: أنا فلانه زوجة فلان ، فدهشت من ما سمعت لأن زوجها رجل مهم تخرج في مثل هذه الساعة في مثل هذه البزة! وسألتها ما شأنك يا سيدتي ومم تبكين؟ فقالت:والله ما جئت اليك تحت ستر الليل الا وانت اوثق الناس عندي ،فقلت لها لكنك متزوجة بزوج عذب الأخلاق كريم السجايا ولا يعدل بك أحد،قالت انك تقص علي حديث الأمس فاستمع مني حديث اليوم : منذ ثلاثة أعوام جائني خاطبا لي من ابي وأبي فضله على جميع الخاطبين من علية القوم وأنا لا ألومه على ذلك رحمه الله فما أراد بي شرا ولكنه خدع به لأنه شاب متعلم ومن ذوي المناصب الكبيرة . فقد تم عقد القران بيننا فأحببته وأحبني برهة من الزمان حسبتها دائمة لا انقطاع لها حتى يفرقنا الموت فما خنته ولا ضقت به ذرعا ولا قطبت في وجهه ولا اتلفت له مالا فجازاني بالأحسان سوءا ولا تغضب يا سيدي ان قلت لك ان قلب الرجل متقلب يسرع للبغض كما يسرع للحب وأن هذه المرأة التي تحتقرونها وتضربون الأمثال بخفة عقلها وضعف قلبها أوثق منه عقدا وأوفى عهدا . فقلت أنا لا أغضب لشيء الا للأنسانية فقالت :مات ابي كما تعلم وترك لي مالا فمكنت منه زوجي فأتلفه بين الخمر و القمر فكنت أغضي على ذلك رحمة به وأستبقاء لوده حتى أحسست منه مللا كان يدعوه الى سوء معاملتي وكان يقول لي دائما أنني أمرأة جاهلة ولا أفهمه وكان يقول أن الرجل السعيد هو الذي يرزق بزوجة متعلمه وكلما دخل البيت يقول ليت عندي زوجة كزوجة فلان فهي تعرف العزف والرقص حتى شككت بسلامة عقله فكيف يفضل الزوجة المبتذلة المستهترة على الحيية المحتشمة . وتحول هذا الملل الى بغضاء شديدة فما كان يدخل المنزل الا لتناول غرض أو قضاء حاجه فكنت أحتمل كل هذا بقلب صبور حتى نقل لمنصب أرقى من منصبه الحالي في بعض بلاد الاقاليم فسافر وحده وتركني وحيدة أنا وطفلتي فكنت أنتظر أن يبعث لي برسالة كي ألحق به ولكن لم يكتب لي أبدا فخاطرت بنفسي وسافرت اليه فما نزلت من القطار حتى قيض الله لي من أعلمني حقيقة أمره وأعلمني أنه تزوج بأمرأة متعلمة وتحسن الغناء والعزف والرقص فعرف بوجودي فجاء الي يهددني فتوسلت اليه وببكاء طفلته ولكنه لم يبالي وطردني فما وصلت الى المنزل حتى خلعت ثيابي وجئت اليك بهذه الثياب الرثة متنكرة في ذمام الليل لأني وحيدة في هذا العالم لا قريب لي ولأني أعلم كرمك وما بينك وبين زوجي من الود والأتصال عسى أن ترى لي رأيا في التفريق بيني وبينه . فأحزنني من أمر تلك الفتاة البائسة ووعدتها بالنظر في أمرها فعادت الى منزلها وبدأت أفكر في هذه الحادثة الغريبة التي لم أرى في تاريخ شقاء النساء قلبا أشقى من قلبها وذلك الصديق الذي ربحته سنين عدة وخسرته في ساعه واحدة وكنت أحسبه انسانا فاذا به ذئبا تستره الصورة البشريه . فاتصات به وفرقتهما وبعد مرور عام تقريبا تزوجت بها وما كنت لأجد زوجة أشرف نفسا ولا أذكى قلبا منها وبعد فترة من الزمن انتقم الله من زوجها السابق انتقاما شديدا أنه يعاني من زوجته الجديدة الموت الأحمر والشقاء وأنها أمرأة قد أخذت التربيه الحديثه من نفسها فحولته الى أمرأة غربية في جميع شؤنها والرجل شرقي بفطرته كائنا من كان وأما غربيته فهي معتملة يدور بها لسانه ولا أثر لها في نفسه فهو يقاسي من تلك المرأة المتعلمة أضعاف ما كانت تقاسيه منه أشرف النساء. خليجيةأتمنى ان تعجبكم هذه القصة :خليجية

تسلمين اختي عالقصة اللتي تحفل بعبرة كبيرة في هذا الزمان الذي قلما يقدر اهله الناس الجيدين حق قدرهم….

الله يسلمك عزيزتي

مشكورة على مرورك الرائع وردك الاروع

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.