ادارة الذات …
ان كل شخص يعيش كغيره من الشباب، يدور في دوامة الحياة، يحلم بدخل جيد، وزوجة حسناء،
ومسكن مريح، ووظيفة مرموقة، همومه أرضية، أحلامه دنيوية، وطموحاته وأحلامه لا
تدور إلا في فلك أهوائه وشهواته، وبينما هو سائد في درب الغفلة إذا برحمة الله
تدرآه، وتقيد له يدًا حانية قوية تغط قلبه غطة العزم، وتهز أرآانه هزة الإيمان، فيستيقظ
من بعد سبات، ويدرك ذاته من بعد شتات، ويعرف أنه صاحب منهج وحامل رسالة،
ويروح يردد مع ربعي:
‘الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى
عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة’.
‘الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى
عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة’.
لمن هذه المواعظ؟
ذلكم هو نبأ فتى الإسلام الذي تمرد على تربية العبيد، وأبي إلا أن يعيش شبلاً حفيد
أسود، يقفو أثر أجداده الليوث من مثل حمزة وخالد، وسعد والقعقاع وقطز وصلاح،
يتسلم منهم لواء الدعوة، ويبدأ أولى الخطوات في طريقه:
أسود، يقفو أثر أجداده الليوث من مثل حمزة وخالد، وسعد والقعقاع وقطز وصلاح،
يتسلم منهم لواء الدعوة، ويبدأ أولى الخطوات في طريقه:
الحاملين جراح أمتهم
… والكاظمين الغيظ في الصدرتذروا النفوس لربهم ومضوا …
يسعون للإبرار بالنذرخاضوا غمار الحرب لم يهنوا
… وعلى النحور دماؤهم تجريحملوا
لواء الحق وانطلقوا … والنور في قسماتهم يسري
لواء الحق وانطلقوا … والنور في قسماتهم يسري
فإلى هذا الهمام أتوجه بتلك المواعظ في بناء النفس وإدارة الذات، أدعو فيها فتى
الإسلام أن يجلس مع آل موعظة ساعة يراجع فيها علمه وعمله وهمته، راجيًا من الله
أن يجعل في تلك القطوف والشذرات عونًا للداعية الناشئ على صياغة شخصيته
صياغة قيادية إدارية فعالة ليحوز قصب السبق في صراعه مع الباطل ممسكًا بزمام
الأمور، مستعليًا فوق التيار، ليعيد صياغة هذه الحياة وفق نور الوحي ولآلئ الشريعة
.[ {وَآَذَلِكَ جَعَلْنَاآُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: ١٤٣
الإسلام أن يجلس مع آل موعظة ساعة يراجع فيها علمه وعمله وهمته، راجيًا من الله
أن يجعل في تلك القطوف والشذرات عونًا للداعية الناشئ على صياغة شخصيته
صياغة قيادية إدارية فعالة ليحوز قصب السبق في صراعه مع الباطل ممسكًا بزمام
الأمور، مستعليًا فوق التيار، ليعيد صياغة هذه الحياة وفق نور الوحي ولآلئ الشريعة
.[ {وَآَذَلِكَ جَعَلْنَاآُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: ١٤٣
هذه بضاعتنا ردت إلينا
:
ولقد اعتمدت في آتابة تلك المواعظ على آثير مما أنتجته قرائح البشر من فنون علم
النفس والإدارة والاجتماع بعد وزنه بميزان الوحيين، وإعادة صياغته صياغة إسلامية
دعوية تتناسب وواقع شباب الصحوة وناشئة الدعاة، ولسوف ترى أيها الهمام أنه ما من
صواب أنتجته العلوم الاجتماعية الحديثة مما يقره صريح العقل ويتماشى مع سنن الله
في الحياة، إلا ويمكن أن تقف بإزائه مرددًا في ثقة تامة وفخر {هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا}
[يوسف: ٦٥ ]، فكل ما وصلت إليه الحضارة الغربية من هذا الصواب إنما هو صدى الفطرة
السليمة التي جاء الإسلام ليعلي من شأنها {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا
تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: ٣٠ ] وما تخلف المسلمون عن رآب المعالي إلا من بعد ما
أداروا لنور الوحي الظهور، وإنما مثلنا ومثل رواد الحضارة الغربية آمثل من قال: ‘الناس
رجلان، رجل نام في النور ورجل استيقظ في الظلام’.
فنحن معنا نور الوحي ولكننا ضللنا الطريق من بعد ما أعرضنا عنه فأعرض الله عنا،
وغرقنا في بحار السلبية والتخلف، وهم ينغمسون في ظلام الكفر والضلال، ولكنهم
استيقظوا وعملوا فنالوا بقدر دأبهم وصبرهم، وما ربك بظلام للعبيد.
النفس والإدارة والاجتماع بعد وزنه بميزان الوحيين، وإعادة صياغته صياغة إسلامية
دعوية تتناسب وواقع شباب الصحوة وناشئة الدعاة، ولسوف ترى أيها الهمام أنه ما من
صواب أنتجته العلوم الاجتماعية الحديثة مما يقره صريح العقل ويتماشى مع سنن الله
في الحياة، إلا ويمكن أن تقف بإزائه مرددًا في ثقة تامة وفخر {هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا}
[يوسف: ٦٥ ]، فكل ما وصلت إليه الحضارة الغربية من هذا الصواب إنما هو صدى الفطرة
السليمة التي جاء الإسلام ليعلي من شأنها {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا
تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: ٣٠ ] وما تخلف المسلمون عن رآب المعالي إلا من بعد ما
أداروا لنور الوحي الظهور، وإنما مثلنا ومثل رواد الحضارة الغربية آمثل من قال: ‘الناس
رجلان، رجل نام في النور ورجل استيقظ في الظلام’.
فنحن معنا نور الوحي ولكننا ضللنا الطريق من بعد ما أعرضنا عنه فأعرض الله عنا،
وغرقنا في بحار السلبية والتخلف، وهم ينغمسون في ظلام الكفر والضلال، ولكنهم
استيقظوا وعملوا فنالوا بقدر دأبهم وصبرهم، وما ربك بظلام للعبيد.
بداية المسير
:
لذلك أيها الهمام دعنا نبدأ معًا في هذه الرحلة الشيقة على درب إدارة الذات وزيادة
الفاعلية، ممتطية صهوة جواد {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:
.[١١
ولنبدأ موعظتنا الأولى بهذا التساؤل المنطقي:
الفاعلية، ممتطية صهوة جواد {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:
.[١١
ولنبدأ موعظتنا الأولى بهذا التساؤل المنطقي:
ما المقصود بإدارة الذات؟
بجيبك عن ذلك الخبراء فيقولون:
إدارة الذات هي: قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي
يصبو إلى تحقيقها، فالذات إذن هي ما يملكه الشخص من مشاعر وأفكار وإمكانات
وقدرات، وإداراتها تعني استغلال ذلك آله الاستغلال الأمثل في تحقيق الأهداف
والآمال، وهذه القدرات فيها ما هو موجود فيك بالفعل، ومنها ما تحتاج أن تكتسبه
بالممارسة والمران لفنون الكفاءة والفاعلية والتي منها:
إدارة الذات هي: قدرة الفرد على توجيه مشاعره وأفكاره وإمكانياته نحو الأهداف التي
يصبو إلى تحقيقها، فالذات إذن هي ما يملكه الشخص من مشاعر وأفكار وإمكانات
وقدرات، وإداراتها تعني استغلال ذلك آله الاستغلال الأمثل في تحقيق الأهداف
والآمال، وهذه القدرات فيها ما هو موجود فيك بالفعل، ومنها ما تحتاج أن تكتسبه
بالممارسة والمران لفنون الكفاءة والفاعلية والتي منها:
كيف تحدد أهدافك؟
كيف تنظم وقتك؟
كيف تسيطر على ذاتك؟
كيف تكتسب الثقة بنفسك؟
كيف نقتن فن الترآيز؟
كيف تفكر بطريقة صحيحة؟
كيف تتخذ قراراك؟
كيف تقوي ذاآرتك؟
كيف تحافظ على صحتك؟
كيف تكسب الآخرين وتقيم معهم علاقات ناجحة؟
كيف تفهم الشخصيات؟
كيف تدير عملك؟
كيف تدير اجتماعاتك؟
كيف تتعامل مع المشكلات؟
كيف ترفع انتاجيتك؟
آيف تتقن فن التفاوض؟
كيف تخطط لعملك؟
كيف تطور عملك وتضع له رؤية مستقبلية؟
كيف تنظم وقتك؟
كيف تسيطر على ذاتك؟
كيف تكتسب الثقة بنفسك؟
كيف نقتن فن الترآيز؟
كيف تفكر بطريقة صحيحة؟
كيف تتخذ قراراك؟
كيف تقوي ذاآرتك؟
كيف تحافظ على صحتك؟
كيف تكسب الآخرين وتقيم معهم علاقات ناجحة؟
كيف تفهم الشخصيات؟
كيف تدير عملك؟
كيف تدير اجتماعاتك؟
كيف تتعامل مع المشكلات؟
كيف ترفع انتاجيتك؟
آيف تتقن فن التفاوض؟
كيف تخطط لعملك؟
كيف تطور عملك وتضع له رؤية مستقبلية؟
وغير ذلك من فنون إدارة الذات مما سنلتقي معه إن شاء الله على تلك الصفحات.
صناعة الذات قبل إدارة الذات
:
وها هنا تبرز مشكلة ضخمة عند آثير ممن بدأوا مراراً في السير على درب إدارة الذات،
وآلما حاولوا ممارسة بعض فنونها عادوا القهقرى بعد أن لم يظفروا بنتيجة ملموسة مع
نفوسهم، إنه من السهل جدًا على سبيل المثال أن أقول لك: إذا أردت أن تنظم
يومك فعليك في آل صباح أن تدون أعمالك ومهماتك في ورقة، ثم توزع أوقات يومك
على تلك الواجبات، وآلما أنجزت عملاً منها فقم بإسقاطه من تلك الورقة .. إلخ.
وآلنا حاولنا هذا من قبل وفشلنا في الاستمرار عليه بل تحقيقه لمرة واحدة فقط وقس
على ذلك في سائر فنون الفاعلية وإدارة الذات.
إن تحليل هذه الظاهرة لهو من الأهمية بمكان، إذ عليه تتوقف بداية الانطلاقة
السليمة في سبيل الحصول على الشخصية الإدارية الفعالة، وفي تقديري أن ذلك
يرجع أساسًا إلى معوقات وسلبيات متأصلة في نفوسنا، أفرزتها تربية مجتمعاتنا بعدما
آشفت عنها شمس الإسلام، وإلا فلو ترك الإنسان لينمو ويترعرع على فطرته لغدا
شخصية سوية فعاله، قادرًا على إدارة ذاته وتحقيق أهدافه، ولعل هذا بعض ما نتلمحه
من إشارة نبينا صلى الله عليه وسلم :
‘آل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه’.
وآلما حاولوا ممارسة بعض فنونها عادوا القهقرى بعد أن لم يظفروا بنتيجة ملموسة مع
نفوسهم، إنه من السهل جدًا على سبيل المثال أن أقول لك: إذا أردت أن تنظم
يومك فعليك في آل صباح أن تدون أعمالك ومهماتك في ورقة، ثم توزع أوقات يومك
على تلك الواجبات، وآلما أنجزت عملاً منها فقم بإسقاطه من تلك الورقة .. إلخ.
وآلنا حاولنا هذا من قبل وفشلنا في الاستمرار عليه بل تحقيقه لمرة واحدة فقط وقس
على ذلك في سائر فنون الفاعلية وإدارة الذات.
إن تحليل هذه الظاهرة لهو من الأهمية بمكان، إذ عليه تتوقف بداية الانطلاقة
السليمة في سبيل الحصول على الشخصية الإدارية الفعالة، وفي تقديري أن ذلك
يرجع أساسًا إلى معوقات وسلبيات متأصلة في نفوسنا، أفرزتها تربية مجتمعاتنا بعدما
آشفت عنها شمس الإسلام، وإلا فلو ترك الإنسان لينمو ويترعرع على فطرته لغدا
شخصية سوية فعاله، قادرًا على إدارة ذاته وتحقيق أهدافه، ولعل هذا بعض ما نتلمحه
من إشارة نبينا صلى الله عليه وسلم :
‘آل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه’.
ويؤيد علماء النفس ذلك فيقولون
:
إن آل إنسان يولد وفي تكوينه بذور النبوغ والعبقرية، والكفاءة والفاعلية، ويتوقف نمو
هذه البذور أو موتها على نوع التربية والرعاية التي يتلقاها الإنسان من أسرته وبيئته
ومجتمعه.
هذه البذور أو موتها على نوع التربية والرعاية التي يتلقاها الإنسان من أسرته وبيئته
ومجتمعه.
ونلخص مما سبق أن حل هذه المشكلة يكمن أولاً في أن نعيد تلك النفوس إلى
فطرتها ونزيح عنها رآام سنين من الصياغة السلبية التي تملأ طريقها نحو الإنجاز
فطرتها ونزيح عنها رآام سنين من الصياغة السلبية التي تملأ طريقها نحو الإنجاز
منقول