تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » "إيهاب ورأسه المصاب"

"إيهاب ورأسه المصاب" 2024.

"إيهاب ورأسه المصاب"

عـاد (عماد) من المدرسة وهو في الصف الأول قلقاً مضطرباً.. شعره مشعث.. وثوبه المدرسي شبه ممزق. شد على محفظته وأسرع إلى غرفته وأغلق الباب وراءه.
وتعبت أمه في معرفة ما حصل معه في المدرسة لكنه لم يتكلم… وكذلك لم يرض أن يتناول طعامه، أو يلعب مع أخته الصغيرة. ظنت أمه أنه سيكتب واجبه المدرسي عندما فتح محفظته وأخرج كتبه ودفاتره. لكنه أخرج دفتر الرسم وتكوم في زاوية الغرفة وأخذ يرسم ويرسم.
وعادت أم عماد بعد فترة لتتفقده، وتدعوه إلى الطعام والكلام من جديد لكنها لمحت صورة مشوشة رسمها باللونين الأسود والأبيض فقط. تأملت الصورة فرأتها رسوماً لأطفال عديدين في ملعب المدرسة، وكأنهم يتشاجرون أو يضرب بعضهم بعضاً.
قالت لابنها:
– ماهذا يا عماد؟ هل هذا ملعب مدرستكم؟
لم يجب (عماد) وحاول أن يسحب الصورة ليمزقها عندما لمحت الأم رأس تلميذ لا تظهر منه إلا عيناه، وقد لف كله بضماد أبيض.
قالت:
– ومن هو هذا التلميذ ياعماد؟
قال (عماد):
– إنه (إيهاب)، لابد أنه كذلك الآن.
قالت الأم:
– وهل شج رأسه أثناء اللعب أو آذاه أحد؟
انفجر (عماد) باكياً وهو يقول:
– أنا فعلت ذلك يا أمي… أنا فعلت.
سألت الأم بهدوء أيضاً دون أن تعنفه:
– وهل رأيتهم يعصبون له رأسه؟
قال (عماد):
-لا… لم أره إنما أصبته في رأسه ولم أكن أقصد ذلك، فسال الدم وبكى وأخذوه إلى غرفة الإدارة، وهو لم يعترف لهم بأني أنا الفاعل.
قالت الأم:
– ولماذا يا عماد فعلت ذلك؟ أليس (إيهاب) رفيقك؟
قال وهو لا يزال يبكي:
– نعم إنه رفيقي وجارنا… وأنا أحبه وأريد أن يسامحني.
قالت الأم:
-إذن عليك الآن أن تهيئ نفسك وتأخذ له هدية وتذهب للاعتذار منه.
فرح (عماد) بما قالته له أمه، وأسرع لينظف وجهه ويديه، ويسرح شعره، ويتأبط كتاباً ملوناً جميلاً يحتوي على قصة بعنوان: الاعتذار بين الصغار.
وبينما أمه تتصل هاتفياً بأم (إيهاب) لتعتذر منها عن ابنها، وتخبرها بمجيئه اليهم كان (عماد) قد خرج مسرعاً وهو يفتح الكتاب ويخفي فيه دفتر الرسم والصورة التي رسمها.
وبعد أن اعتذر (عماد) من (إيهاب) وعادا رفيقين متصالحين ضحكا واتفقا على أن يسميا تلك الصورة (إيهاب ورأسه المصاب)، وإن يحتفظ بها (عماد) حتى لا يفكر أن يؤذي أحداً من رفاقه. فماذا لو أن أصابة (إيهاب) كانت شديدة وأخذوه فعلاً إلى المستشفى وضمدوا له رأسه كما في الصورة؟
لكن إدارة المدرسة عندما أطلعت على الصورة، وعرفت القصة بين (عماد) و (إيهاب)، أخذت الصورة وعلقتها أمام الباب بعنوانها: (إيهاب ورأسه المصاب).

خفت من هالرسمة

بارك الله فيييكم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.